القائمة الرئيسية

الصفحات

ظاهرة بوجلود "بيلماون" تخلف متوارث من جيل إلى جيل



بوجلود "بيلماون" Agadir


في أيام العيد المباركة، أيام التشريق التي قال فيها النبي ﷺ : أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله عزوجل.

هكذا أيام العيد عند المسلمين في كل أنحاء العالم، أيام أكل وشرب وذكر لله، يقضون العيد بكل فرحٍ وسرور، يلبسون الجديد ويصلون الأرحام ويقضون أيام العيد بكل هناء وعافية.

إلا في سوس العالمة "يا حسرة" يلبسون الجلود، ويصبغون الوجوه، ويتشبهون بالنساء والبهائم، ويقطعون الطرقات، ويعتدون على الناس، ويروّعون الحوامل والنساء والأطفال..

وكلامٌ قبيحٌ بذيئ هنا وهناك، وصخبٌ بالليل والنهار، كل هذا وأكثر تشهده سوس العالمة أيام العيد.

في سنة 2018 أكد مدير المستشفى الإقليمي المختار السوسي بإنزكان، الدكتور ادريس بوحاحي، بأن مستعجلات المركز الاستشفائي استقبلت أزيد من 200 شخص أصيبوا بجروح مختلفة بعضها غائرة، بعد مرور يومين فقط على عيد الأضحى.

وهذا نراه كل عام، ولا ينكره إلا متعصب ومجنون.


فأيّ ثقافة هذه وأيّ حضارة ؟ أيُّ عقولٍ هذه وأيُّ إفادة ؟ عادةٌ سيئة، وثقافةٌ بائسة، وعقولٌ سخيفة، وسلوكٌ مشين.

بالإضافة إلى ما يشوب هذه العادة من محاذير شرعية كثيرة، كالاختلاط وأنواع الرقصات، وتضييع الصلوات..

وأخطر من ذلك بعض الاعتقادات الخطيرة كاعتقاد الشفاء في الضرب بكراع بوجلود، واعتقاد فضل دعائهم ونحو ذلك.


طقوس كلها تنافي الآداب المرعية بالنسبة لعيد الأضحى المبارك خاصة ما يتعلق بالنظافة والتطيب والظهور بأحسن الثياب واللباس.

عندما يصبح التخلف جزءًا من الثقافة، وجب إعادة النظر فيها لأنها تبقى موروثًا يمرر للأجيال المقبلة، لكن مثل هذه العادات يجب نزع جدورها من الأساس.

لأنه عند ارتباطها بالجهل والأمية تصبح خطرًا على تقدم المجتمع، إضافةً إلى التحوير والتدليس الذي يطالها فإنها تبتعد بذلك عن معناها الحقيقي.

الأمم المتقدمة تجاوزت هذه المراحل بسنوات ضوئية لتضع مثل هاته الطاقات الإبداعية والإبتكارية في مضمون يتناسب وارتقاء الإنسان، وليس الإعتداء عليه.

على مرّ العصور وفي جميع الثقافات والعادات التي تحترم الإنسان، لم يكن يومًا التلبس بلباس الحيوانات والأقنعة مصدر بهجة و سرور خصوصًا إن كانت هذه الأقنعة تنبعث منها رائحة كريهة، اللهم إن كان البعض يعتقد أن أصله حيوان ويحنّ للعودة إلى أصله كلما سنحت الفرصة بذلك.


العجيب في الأمر هو سكوت فقهاء سوس عن هذه العادة القبيحة وهذا المنكر العظيم، والذي يحتوي على كل الموبقات.. في حياتي وأنا ابن سوس لم أسمع ولو من إمام واحد إنكاره لهذا المنكر.

مع أنه حرام بإجماع العقلاء قبل الفقهاء، لو طبقوا عليها أصلا واحدًا فقط من أصول المذهب المالكي وهو أصل " سد الذرائع " لحكموا عليها بالتحريم والمنع.

"فمتى كان الفعل السَّالِمُ عن المَفسدةِ وسيلةً لِلمفسدةِ منعنا من ذلك الفعل" فكيف والفعل نفسه مفسدة ؟!

والله ستسألون أمام الله عن سكوتكم، لأن بعض السفهاء يظنون أن كل هذا لا إشكال فيه وليس بحرام، وهذا ناتج عن سكوتكم وعدم توضيح ذلك لهم.

لم ينكر هذه العادة في حد علمي إلا الشيخ إبراهيم بقلال حفظه الله والشيخ عمر أبو عمار حفظه الله والشيخ مصطفى الهلالي حفظه الله، وبعض طلبة العلم من أهل السنة والجماعة، فأين أنتم منهم ؟!



لا أريد أن أطيل أكثر،
ونسأل اللّٰه الهدية للجميع😊.

تعليقات